موقع الأديب خضر محجز
إزالة الصورة من الطباعة

فلسطين وبنو إسرائيل

فلسطين وبنو إسرائيل

 

فلسطين هي الأرض هي دخلها بنو إسرائيل يوماً:

أقدر كل التقدير رغبة أقوام في مجابهة الدعوى الصهيونية في فلسطين، من خلال بحوث وطنية ــ تقترح على نفسها صفة التاريخ ــ مع أن التاريخ علم.

فإن كان المؤرخ موضوعيا ومسلماً، يعتبر القرآن وثيقة تاريخية صالحة للاحتجاج، فيجب أن لا يرد نصوصه، إلا بنصوص في نفس قوة ثبوته.

إن عدم اعتبار الغربيين للتوراة مصدرا تاريخيا نزيهاً، امر له اعتباره العلمي، لحقيقة أن التوراة الموجودة بين أيدينا ليست كلها منسوبة لموسى عليه السلام. وحتى الأسفار الخمسة المنسوبة لموسى، كُتبت بعد زمن بعيد من وفاته. الأمر الذي يؤكد أن نصوص التوراة التي بين أيدينا لا تصح نسبتها إلى السماء، بنفس مستوى الدقة التي ميزت نسبة نصوص القرآن إليها.

فلنتأمل الآيات الآتية:

1ـ "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" المائدة/21

2ـ "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" الأعراف/137

3ـ "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" الإسراء/1

4ـ "وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ* وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمْ الأَخْسَرِينَ* وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" الأنبياء/69 ــ71

5ـ "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ" الأنبياء/81

كل هذه الآيات تقول أن ثمة أرضاً مباركةً عاش فيها الأنبياء، ووعد الله بها أتباعهم. ومهما أحب أحد ان ينفي انها فلسطين، فإن الآيتين (3+4) أعلاه، تبينان ذلك بما لا يدع مجالا للشك.

إنها أرض فلسطين، وهي المباركة، وهي التي دخلها بنو إسرائيل ذات حقبة من زمن، لأن الله اختارهم يومها عباداً له.

وحقيقة أننا لم نشأ أن نستدل بالأحاديث الصحيحة، في هذا المضمار، يجب أن تلفت انتباه من يناقشنا بأن عليه أن لا يسمح لنفسه باستحضار روايات شفاهية مغرقة في القدم، ومن قبل عصور التدوين بآلاف السنين. فلو شئنا ان نفعل أفضل من ذلك، باستحضار الأحاديث لفعلنا. وشتان بين أحاديث صحيحة لم نستدل بها، وبين روايات إخبارية لا سند لها وشديدة القدم، ويستدلون بها.

وبدلاً من أن يتم دحض هذه الآيات ــ نكاية في الصهاينة ــ ببعض من قصص الإخباريين غير الثابتة هذه، ربما يجدر بنا أن يناقش ما يقوله الصهاينة من أحقية لهم مزعومة في أرض فلسطين، من خلال النقاط المحددة الآتية:

1ـ هل يجوز أن تُستدعى النصوص الدينية لاستلاب أرض شعب يعيش فيها منذ القدم؟

2ـ هل هذ النصوص الدينية نهائية وأبدية وغير منسوخة، بنصوص نزلت من بعدها، ووصلت بطريقة أقوى وأشد ثبوتاً.

3ـ هل هناك علاقة قربى بين الله وقوم، بحيث يمنحهم أرضاً، بغض النظر عن طبيعة المهمة الموكولة إليهم؟

4ـ هل كانت فلسطين خالية حين دخلها بنو إسرائيل؟

5ـ إذا كانت الدعاوى القديمة صالحة للمطالبة بوطن، فهل دعوى الفلسطيني بالقدم لا تشبه دعوى اليهودي؟