عن داعش والداعشيين الحقيقيين



  

سأخاطب في هذه المادة الفقهاء:


داعش ليست نبتاً شيطانياً نَبَتَ من قعر الجحيم، بل هي نبتٌ إسلاميٌ زرعه فقهكم أيها الفقهاء الذين لا يفقهون.


فإن قلتم غير ذلك، فأجيبوني إن كان لديكم أثارة من اعتراف بالحق:


1ـ هل كانت داعش هي من ادعى أن الإسلام يبيح استعباد المقاتلين الكافرين، وسبي نسائهم، أم أنتم؟ هل هي من فعل ذلك، أم جامعاتكم وكلياتكم الشرعية في القاهرة والسعودية وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي، التي لا تزال تقول ذلك، وتبيحه، وتدعو إليه؟


2ـ هل كانت داعش هي من ادعت أن اليزيديين مرتدون عن الإسلام؟ أم أن الفقه الذي تعلمونه لأبنائنا في جامعاتكم الحسيرة، هو من يقول ذلك؟ وهل سمعنا بشيخ ذي قيمة منكم يفتي، رداً على داعش، بأن اليزيديين ليسوا كفاراً، ولا تجري عليهم أحكام الكفار؟


3ـ هل كانت داعش هي من قالت بأن رجم الزاني المحصن فرض، وواجب على الحاكم تنفيذه؟ أم أنكم أنتم من لا يزال يقول هذا، ويعلّمه للناس ويدعو إلى تحقيقه، ويجعل الحاكم مجبراً على تنفيذه؟ ألم تكونوا أنتم من شجب فتوى المرحوم محمد أبو زهرة المخالفة لذلك؟ ثم ها أنتم تلومون داعش!..


4ـ هل كانت داعش هي من ادعت أن من خرج من الإسلام فحكمه القتل؟ أم أنكم كلكم تقولون ذلك وتعلمونه في معاهدنا الشرعية، وتعتاشون من تعليمه لطلابكم، أبنائنا المغبونين بكم وبفقهكم العاجز؟


5ـ هل كانت داعش هي من ادعت أنه لا حرية لأفكار الكفر؟ وهل سمعنا بجامعة من جامعاتنا الإسلامية تقول عكس ذلك، وتتبنى النص القرآني المغيب (لا إكراه في الدين) أم أنكم كلكم ــ وجامعاتكم ومعاهدكم الشرعية ــ تقولون بمنع حرية العقيدة، حين تخالف الإسلام الذي تعرفونه؟ ثم تلعنون داعش، وأنتم من زرع فيها هذا النوع من الفقه، الذي تطبقه الآن؟


6ـ هل كانت داعش هي من قال بأن الشيعة كفار؟ أم أن كل جامعات دول الخليج والسعودية وغزة وباكستان يقولون ذلك جهارا نهارا؟ ثم يلعنون داعش لمجرد أنها تردد ما سبق أن قالوه، وما هم مستمرون بقوله؟


لقد يحلو لكم أن تتهموا داعش، وتنسون أنفسكم!..


إن من زرع هذه البذرة، هو الفقه الإسلامي بحالته الراهنة!..


وإن من يمكن أن يعالج هذا هو فقه إسلامي متجدد، يخاطب العصر، ويفتح مغاليق العقول!..


إن أغلب فقهاء هذا العصر منافقون، في تناولهم لهذه الظاهرة. إنهم يعرفون أن داعش استمدت فقهها من فقههم. فإن كان فقهها لا يعجبهم، فقد كانوا هم من زرع هذا الغرس الذي لم يعد يعجبهم.


إن داعش أكثر صراحةً وصدقاً منكم، لأنها غرس نبتت من بينكم وبفضلكم، ثم طبقت مقولاتكم. فهل أنتم منتهون؟..


توقفوا عن النفاق، وتنبهوا لخطورة الغباء الذي تعلمونه للناس على أنه دين.


فإن تنبهتم الآن إلى خطورة غباء ما تعلمونه للأبناء، فاعترفوا بالحقيقة.


الحقيقة التي تقول أنكم أنتم ــ يا فقهاء الأمة ــ سبب بلائها، وموطن دائها، وأصل عارها وشِنّارها.