• سياسة
  • 1066 قراءة
  • 11:00 - 10 أغسطس, 2023

مشعل وإنهاء الانقلاب

 

غزة المنكوبة الخميس العاشر من أغسطس 2023

 

يبشرنا الدكتور أحمد يوسف، بأن خالد مشعل قد حمّل الكلِّ الفلسطيني أوزار جريمة الانقسام السياسي، وعلل ذلك بأنّ الكل الفلسطيني تتحكم فيه بلغة المتدينين الجدد «نزعة الملك». التي يقال لها بمصطلح اليوم «الانفراد بالسلطة». وقال مشعل بأن ذلك وراء كلّ اخفاقاتنا في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

وخالد مشعل يصف تَبَدُّدَ القضية الفلسطينية بالانقسام، هكذا بسهولة، كأنه لا يعلم حجم ما جنت يداه!

مشعل يسمي النكبة المتجددة انقساماً، ويبكي على إنهائه، ويُحَمّل الجميع جريمة صناعته ـ بل اختلاقه ـ ويرجع أسباب عدم إنهائه إلى رغبة الكل الفلسطيني في نوال كلٍّ نصيبه من فوائد الانقسام، التي يسميها كيكة.

وهذا يعني أننا كلنا: أنا خضر محجز، وخالد مشعل، ومحمود عباس، وموسى أبو مرزوق، وماجد فرج، وذا الوجه الصبوح إسماعيل هنية وأولاده المربربين، وشركة الكهرباء، والمقاوم الذي تحول إلى شرطي يضرب المطالبين بوقف سرقات المقاومين، والشاب الذي يبيع سجاير نفل، والمرأة التي تدور على الجمعيات لتتسول، والمرأة التي تحرق بإهمالها أولادها، والحارس الشخصي الذي يحمل الحذاء للمسؤول، والمناضلين التائبين، ونقيب المتسولين، والوزير الذي أطلق النار على رجال الشرطة المطالبين برواتبهم، وعبد التواب وعبد الموجود وعبد أبي لهب، وحمالة الحطب، وكل فلسطيني في كل حارة وزاروب...

كل هؤلاء يحملهم خالد مشعل مسؤولية صناعة الانقسام، وبالتالي هم مطالبون بدفع ثمن إنهائه بالتخلي عن نصيبهم من الكيكة..  

حسنا يا خالد مشعل، نحن موافقون على دفع ما يتوجب علينا لإنهاء الانقسام: سنتحمل هراوات القسام حين نتظاهر ضد سلطة يحميها، وقد تحملنا قطع الكهرباء لهدف بيع الدولة إياها لنا بأسعار خيالية، كما تحملنا مسيرات قطع السيقان، وتحملنا رفع الأدنين وتحكيمهم في الأعلين بما يحمل ذلك من حقد منتقم، وتحملنا القتل اليومي الذي يعدوننا بكشف أسبابه، وتحملنا غياب القانون، وتحملنا السيارات دون أرقام، وتحملنا القضاة الذين يتم تعيينهم من قبل الدولة لتحكم المعارضين، وتحملنا قرارت الحرب التي تصدر من طهران، وتحملنا الصواريخ التي تنزل على رؤوسنا من المقاومة، وتحملنا وتحملنا..

فهل دفعنا قسطنا وبقي على السلطتين أن تدفعا قسطهما؟

رام الله كذلك تدفع قسطها، فترسل الدواء الذي يُسرق ويباع في الصيدليات أمام أعيننا، وتدفع ثمن الكهرباء التي تتقاضها إسرائيل ويتم إعادة توزيعا بالطريقة المشينة التي شرحناها، ورام الله وحدها هي من لا تزال تقول فلسطين واللاجئين، ورام الله هي التي تدفع رواتب الموظفين الذين تتمنى سلطة غزة أن تنقطع...

فماذا دفع تنظيمك يا خالد مشعل؟

إنهم يدفعون قسطهم لإنهاء انقسام أنت أطلقت شرارته، وما تزال تطالب بثمن الرصاص الذي أطلقه عناصرك عل صدور الناس وأقدامهم.

أنت يا خالد مشعل لا تملك الشجاعة للاعتراف بجريمتك، تمهيداً لتقديم نفسك لمحاكمة شعبية.

وقبل أن تفعل ذلك، يجب أن تكون قد استعدت سلطتك في تنظيمك، ليكون قرارك نافذا في إنهاء الانقسام، كما كان نافذاً في صناعته.

أتعلم يا سيد خالد مشعل كيف أقرأ تصريحك؟

أقرؤُه ضمن آلية الكيد للذين استبعدوك من سلطة الحزب، في الخارج، والذين استبعدوا الخارج من سلطة التحكم في غزة، أولئك الذين ترى أنهم لن يسمحوا لك بالعودة، فتخاتلهم بطعنتك التي هي لغير الله.

والحل بسيط:

استعد سلطتك على حزبك، وأعلن تسليم غزة لمنظمة التحرير، يزل الانقسام،

وكل ما سوى ذلك يمكن معالجته.

أتعلم يا سيد مشعل كم أنا واثق بأنك لو استعدت سلطتك لرجعت إلى ما كنت عليه؟

خالد مشعل، هل ترى ما تحمل على ظهرك؟

اقرأ لعلك تعلم من سيدك الشيخ خضر، وليقرأ معك أحمد يوسف الذي يرى نفسه بريئاً:

﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآَيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴿27﴾ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴿28﴾ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ﴿29﴾ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴿30﴾ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴿31﴾ (سورة الأنعام).

﴿وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ (غافر/27).

اللهم عليك بحفنة الكاذبين هذه، فلطالما آذوا أهلك وأولياءك في بيت المقدس وأكنافه.

لا إله إلا أنت.