مزامير الغضب

 

أي غزة،

المستعبدة الذليلة، التي يلتهمها أبناؤها العاقون

يا مدينة تجوب شوارعها ذئاب لا تشبع

وكلاب لا تتوقف عن النباح

وزنابير هائلة تمتص دماء السكان

 

أي غزة،

أيتها المدينة المهينة التي قهرت في الماضي الجبابرة،

ثم ها هي تركع اليوم ذليلة بين مخالب وحوش لا تعرف الرحمة

 

أي مدينتي المسكينة،

التي تطل من كل فتحة من فتحاتها بنات آوى سوداء

تطفئ نظراتها أعظم مصابيح الكهرباء

 

أي غزة،

يا بوصلة مكسورة تشير إلى اتجاهات خاطئة،

في سفينة يقودها ربان في محيط أسود

من آهات المعذبين

والأرامل المتورمة عيونهن

والأيتام المسروقة خبزتهم

 

غزة،

يا بلادا بلا مستقبل

وخاطئين بلا مغفرة

وشبانا بلا أمل

وأجيالا بلا عمل

وأزواجا بلا مساكن

وفتيات بلا أحلام

وأمهات بلا أولاد

وأولاداً بلا آباء

 

يا غزة

يا مدينة ملعونة أحبها

يا جحيما يحرقني وأعشقه

 

يا غزة،

يا مدينتي،

إنني أرى في رحمك اضطراباً

وفي عينيك جنوناً

فأطلقي سورة الجنون

وارفعي في وجوه قاهريك

سيفا من لهب

دمدمي يا مدينتي

فالأرض متوقفة عن الدوران،

والسماء متأهبة للاستجابة.