• سياسة
  • 4692 قراءة
  • 18:57 - 10 يونيو, 2015

في حب ياسر عرفات

 

عظمة ياسر عرفات، لا تتسع لها صفحات.

لم يكن ياسر عرفات نبياً، ولم يكن مقدساً، لكنه تقدس ـ في قلوب الفلسطينيين ـ قدسية خاصة لا يعرفها سواهم.

لم يكن ياسر عرفات ولياً، ولم يمش على الماء، لكنه كان ـ في وعي الفلسطينيين ـ قادرا على اجتراح المعجزات.

لم يكن ياسر عرفات يحفظ القرآن كله، لكن قراءته المكسرة للقرآن كانت ـ في آذان الفلسطينيين ـ أجمل من كل قراءات هؤلاء الذين يطلعون علينا كل صباح بأصوات منكرة.

لم يمتلك ياسر عرفات قصراً، لكن كل مكان أقام فيه تحول ـ في أعين الفلسطينيين ـ إلى وطن.

لم يكن ياسر عرفات كاملا في كل شيء، لكنه غدا ـ في ذاكرة الفلسطينيين ـ نموذجا لقدرة الزعماء على الحب.

ما يميز ياسر عرفات، عن غيره من الزعماء، أنه أحب شعبه بكل قلبه، وأمد شعبه بطاقة لا تنفد، وآمن بقدرات شعبه بصورة خرافية.

لم يكن ياسر عرفات عاقلا أبداً، لكنه كان ثائرا أبداً.

لم يكن ياسر عرفات فيلسوفا أبداً، لكن الله منحه قدرة فذة على فهم ما يدور حوله.

لم يكن ياسر عرفات شاعرا أبداً، لكن كلماته كانت في آذاننا أجمل من كل الأشعار، وأعذب من كل الأغاني.

لم يكن ياسر عرفات بليغا دائماً، لكن لغته كانت تسحرنا، فنقلد أخطاءه اللغوية بحب مجنون.

لم يكن ياسر عرفات أنيقا دائماً، لكن طريقة اعتماره للكوفية، صارت شعارا لفلسطين.

 

لم يكن ياسر عرفات الرئيس الأول فحسب، لكنه صار ـ في ذاكرة فلسطين ـ الرئيس الخالد.

لم يكن ياسر عرفات مفجر ثورتنا فحسب، بل صانع كينونتنا المتجددة.

صلى عليك الله يا ياسر عرفات، وصلت عليك الملائكة المقربون، وصلى عليك الأطهار والأخيار والثوار، في كل وقت، وفي كل مكان.

سيقول السفهاء أنني أحب ياسر عرفات، حبا لا يعجبهم ولا يوافقونني عليه، لكنهم لن يتساءلوا: لماذا يحبه معي كل الفلسطينيين، وكل العرب، وكل المسلمين، وكل الثوار؟