المزامير1


أو


ما قاله طارق بن زياد بعد فرار جنده إلى ملك القوط

 


نشرت أول مرة بتاريخ 14/1/2007

 


"وَقَالَ مُوسَى: رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ. رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ" يونس88

 

وقال إست السوء، في كتابه الموسوم بـ(القشاش في معرفة الأوباش) عما جرى لطارق بن زياد، بعد أن أحرق جنوده سفنه، وانحازوا إلى ملك القوط، ما يـأتي:


فلما رأى القائد البربري ما أصابه على أيدي جنوده الأوباش، وتأكد له حينئذ أنه على وشك أن يصبح مخرق الجسم بالرشاش، انحاز إلى جانب صخرة عظيمة على الساحل، واختبأ وراءها من عظيم المشاكل، ثم كشف عن رأسه للساعة، وتوجه إلى ربه بالرجاء والضراعة. وأنشأ القول، من عظيم ما اشتد عليه من الهول، وما لنا من دور هنا إلا النقل:


الرب نوري وخلاصي، فممن أخاف!. الرب حصن حياتي، فممن أرتعب!.. إذا هاجمني أهل السوء، من أعدائي والذين يضايقونني، ليأكلوا لحمي كالوحوش، يعثرون ويسقطون جميعاً. إذا اصطفت عليّ جموع لذريق، فلا يخاف قلبي. وإن قامت عليّ حرب، فأنا أبقى مطمئناً.. هرب جنودي، والتجأوا إلى ملك القوط، حرقوا سفني، لكي لا أتمكن من العودة. يريدون أسري تقدمة إلى ملكهم الجديد.. حقير هو ملك القوط، وذليل في حسابات الرب. لكن أحقر منه هؤلاء الجنود، لأنهم البائعون برخص كل ما يملكون.. فإليك يا رب أبتهل. عليك توكلت فلا أخزى، ولا يشمت بي أعدائي.. جعلتك قبلتي في كل حين، لأن كل من يرجوك لا يخزى، بل يخزى الغادرون باطلاً.


يا رب، ما أكثر خصومي، وما أشد وحدتي، لولاك!.. ما أكثر القائمين عليّ ممن يقولون لي: "بإلهك، لا خلاص لك"!. وأنت يا رب ترسٌ لي: تكرمني وترفع رأسي.. بصوتي إلى الرب أصرخ، فيجيبني من سماواته العلى، فأستلقي في سلام وأنام، ثم أفيق قوياً، لأن الرب سندي.. لا أخاف من جنود الرب الكاذبين، ممن يقولون بأنهم استحوذوا على الرب، واستبدوا بشريعته.. قم يا رب فخلصني من أعدائي، لأنهم أعداؤك أنت في الحقيقة. اضربهم على الفك. هشم أسنان الأشرار، فلا يستطيعون انتحال توقيعك، وإصدار الأوامر المزيفة باسمك. من عندك يا رب الخلاص. إذا أسقط شعب الرب هؤلاء الأوغاد، قالوا عنه: غوغاء، وإذا نجحوا في الإفلات بذنوبهم، قالوا: إن الله هو الذي اختارهم. وأنا يا رب أعلم أنك لا تعمل عندهم، بل هم الذين ينبغي عليهم أن يركعوا لمجد سلطانك في كل حين، ولكنهم لا يفعلون إلا الشر والقتل والخيانة والكذب. فخلص يا رب شعبك من أكاديمية الكذب هذه، قبل أن تنبت الأرض بالضفادع، وتطوف الوديان بالدم والقمل والجراد. وأنت يا رب مطلع على سخافاتهم الصغيرة هذه ولا شك، لأن كل ما يعملون لا يعدو سخافة صغيرة في ملكوت ما تعلم وما تستطيع.. وأنت لا شك الآن تمد لهم حبال مكرك، ليسقطوا في شركك المنصوب لهم: شركك الذي نسجته من خطاياهم وغرورهم الصغير.


كما لا يستطيع مدرس الأولاد أن يكون رئيساً، لا يستطيع الشرير أن يكون ملاكاً. وكما لا يستطيع من امتلك روحاً بخيلة أن يعطي، لا يستطيع عززيل أن يمنح الجنود الخائنين ما يطمعون فيه. وكما لا يستطيع الوجه الحقود أن يرسم على وجهه ابتسامة، لا يستطيع القاتل أن يمسح الدم عن يديه.. فبعداً بعداً أيها الخائنون، الذين باؤوا بنذالاتهم وذلهم، فأنا أعلم أنكم الآن تنقلبون على ملككم الجديد، لتعودوا إلي، ولكنني لن أقبلكم، حتى لو كشفتم أستاهكم للسماء. ارجعوا إلى مولاكم الجديد، وواصلوا نفاقه، لعله لا يبطش بكم، عندما تحين ساعة الندامة. فيا أيتها الأستاه التي تقرقر بالهواء، ويا أيتها البطون التي تغلي بلحوم الإنسان، ويا أيتها الحلوق المفتوحة كالقبور، ويا أيتها الأقدام المسرعة إلى الشر.. البقر والغنم جميعاً، وبهائم البر أيضاً، وطير السماء وسمك البحر، كل ذلك أفضل من ساكني الغرف المظلمة، من خدام عززيل الأغبياء، الذين يمتشقون قاماتهم كأشجار العوسج، ويمدون رؤوسهم كثمار حنظلة شديدة المرارة، وتحدثهم أنفسهم بخداع الرب الإله، وسرقة اسمه، وظلم عباده، فلا يجدون في السماوات إلا اللعنة، ولا يجدون في قلوب المحيطين إلا الخوف. لذلك تنمحق البركة من أعمالهم، ويبوءون بالخسران المبين.


إلهي، أنت الذي قلت للشرير أن يدخل الامتحان ليسقط، وأنت الذي منحته ابتسامة الضفدع هذه على وجهه، وأنت الذي سحب من قلبه كل احتمال للحب وعمل الخير ـ سبحانك! لا يفعل هذا إلا أنت ـ وأنت الذي منحته هذه الكوكبة التي تحدثه فتكذبه، وأنت الذي جعلته يفرح لكذبهم، لأنه من الكذب خلق، وإليه يعود، وينشرح صدره لشرهم، لأنه من الشر، نبت وفيه يموت.. سبحانك! ماذا فعل من شرور لكي تنتقم منه كل هذا الانتقام!. سبحانك! لا يهدي لأحسن الأعمال إلا أنت، ولا يصرف سيئها إلا أنت.


أحمدك يا رب بكل قلبي، على ما علمتني، وعلى ما لم تعلمني، وأحدث بجميع عجائبك.. أمام الله قلت كلمتي، فصدقني أهل الأرض. وأقسم الشرير على كتابك فلعنه الناس. فاقطع يا رب شر الأشرار، وعزز مكانة الصديقين. أنت تمتحن القلوب والأكباد.


أيها الإله العادل، أنت ترس لي، وخلاص لمستقيم القلب.. الشرير يتمخض بالإثم، ويحبل بالفساد، ويلد الكذب.. يحفر حفرة ويوسعها، ثم في الهوة يسقط، وعلى يافوخه يقع.. أحمد الرب لعدله، وأرتل لاسمه العليّ، لأنه جعل سيفه على من لا يتوب. الرب يحني قوسه ويسدد سهامه ويرمي الشرير بسلاح مميت. يموت قلب الشرير، ويظل جسده في الدنيا جيفة بلا قلب.


قال الشرير: إن الشعب هو الذي يعمل الشر في قلبه. ولكن الجميع يعلم أن الشر من قلب الشرير نبع، ومنه انتشر، ليعم الأرض بالخراب.. الأرض صارت خراباً يا إلهي، والأموال غابت في خزائن الأنبياء الكذبة. قال الشرير: إن خبزنا ليس في يده. والله يعلم أن جبل الطعام عنده لا ينفد. فتحنن يا رب وانظر إلى شقاء شعبك، بين كل هؤلاء الذين يبغضون الحق. أبعدنا عن أبواب الموت، لنهلل بسقوطهم، ولنخبر مبتهجين بخلاصك: هللويا، هللويا.


في حفرة حفروها، وقع جنود عززيل. وفي شرك أخفوه، علقت أرجلهم. الرب يُعرف بعدالة أحكامه، والشرير يعلق بعمل يديه. غداً يأتي يوم جديد، لا يعرف جنود الشرير ما هم فاعلون فيه. غداً يحل يوم من أيام الله، ويرحل ربهم الكذاب، فحري بجنود الشرير أن يجهزوا الأكاذيب منذ الآن، ويؤلفوا مزامير المديح في الرب الجديد القادم. لكني أنا اعرف أن الإله الحق سوف يركلهم بقدمه، كما سوف يبصق عليهم كل الأخيار، ويقولون لهم: اخرجوا يا من تبيعون برخص أغلى ما لدى الإنسان. اذهبوا إلى عززيل، حيث مسكنه في قعر الجحيم. عززيل ربكم لا الله، لأن الله هو رب من اختاروه ونزهوه عن مطامعهم الخبيثة. لذلك فالمنافقون خائفون، ويهرولون إلى الحمامات، في كل لحظة يسمعون فيها خبراً جديداً عن اقتراب موت الرب الكاذب. الحمامات نفسها، وكل مراحيض الكون، لا تستطيع احتمال أوساخهم. المراحيض نفسها تضج بالشكوى. يصيبهم الإسهال كلما سمعوا خبراً جديداً. وعززيل رغم ذلك لا يرحمهم، ولا يعوضهم عن كرامتهم المبيعة بقليل من الذهب ، لأن الذهب لا ينفقه من يعبده، ولا يبذله من خلق الرب قلبه بخيلاً. عززيل ربهم يعبد الذهب والحقد، ويصلي يومياً لدمار الكون. عززيل هو الذي يبحث عن الغرف السوداء ليختبئ فيها من نور الحقيقة، ويرسل جنوده ليتفقدوا منابع الخير، فيطمسوها. مبارك عليكم ربكم. ومبارك عليّ ربي. مبارك هو الله الذي أخزاكم مبكراً. ومبارك هو اليوم الذي ترون فيه موت ربكم الدجال.


الله يحب الروائح الطيبة. وعززيل يحب روائح الدخان والكاوتشوك. فلماذا تحرقون البخور أيها الأغبياء. في عسقولة القريبة لديكم عدد كبير من بائعي إطارات الكوتشوك. أحرقوها ليتنشق ربكم دخانها، لعله يرضى عنكم. وما أظنه يستطيع الرضا لو أراده. لا جرم أن فقد عززيل نعمة الرضا، تبارك الرب الذي منعه الرقاد في الليل، وملأ قلبه بالقيح.


الرب الكاذب يرنم أناشيد سخيفة. والجنود الكاذبون يهللون له ويقولون: هذا أعظم الشعر. فينظر إليهم، ويرى قلوبهم الخبيثة من وراء ابتساماتهم الصفراء. فيا ربي ورب كل شيء، جزاء ما أمنتهم وخانوني، جزاء ما صدقتهم وكذبوني، لا تلهم جنود لذريق إلا الحمق والغباء. املأ أفواههم بالعذرة، واملأ قلوبهم ضغينة وشراً، واجعل الفساد دائماً تحت ألسنتهم، وضَيِّقْ عليهم بيوتهم وأخلاقهم، وسلط عليهم زوجاتهم، واجعل الناس يصفعونهم في كل حين.


أيها المنافقون من جنود عززيل، بالرب احتميت، فكيف تقولون لي: اهرب إلى الجبال كالعصفور!.


أيها الأشرار من جنود ملك القوط، لأنكم تعدون القسيّ بغل، وتسددون سهامكم في الظلام، لترموا كل مستقيم القلب، فإن الرب الذي في السماء عرشه، يمطر عليكم حجارة وكبريتاً، ويسلط على أرواحكم ريح السموم.


الرب عادل ومستقيم. والمستقيمون وحدهم يبصرون وجهه. أما هذا الذي ترونه فليس إلا الشيطان. ويحكم، ألا ترون كم هو قبيح!.


يا رب، خلاصك.. خلاصك. الأتقياء انقطعوا، والأمناء أصبحوا أقل من الذين يصدقون الناس في دعاية الانتخابات.


بلسانين وقلبين يتكلم الواحد منهم، ثم يقول: هذا من عند الله. الرب يقطع شفاه المتملقين، وألسنة القائلين: "ألسنتنا تغنينا. شفاهنا معنا، فمن علينا!".. أيها الحمقى، معكم الشرير، وعززيل هو الذي ينطق شفاهكم. عليكم الله، وأنتم أشرار ككلاب ضالة تجول بين الخرائب.


للرب أرفع نشيدي: احرسني يا رب، فبك احتميت. أنت سندي وسيدي، وأنت وحدك سعادتي. ما أعظم القديسين في الأرض، وما أقل عديدهم! وكل سعادتي أن أكون معهم.. كثرت أوجاع المتهافتين وراء آلهة أخرى، وأنا لا أذكر حتى أسماءها بشفتي. الرب أمنيتي وحظي ونصيبي، وفي يديه مصيري. ما أحلى ما قسمت لي يا رب!. ما أجمل ميراثي!. الرب أمامي في كل حين، وعن يميني التي تضرب، فلا تتزعزع. الرب يملأ قلبي بالثقة، وينصرني على عززيل القاطن في الغرفة المغلقة، منها ينطلق الشر، وفيها تُنسج شباك الزور والنميمة، الرب ينصرني على الجبناء. الرب وحده هو الذي سيجعل عززيل يسحقهم بقدميه النجستين، لأنه هو أجدر من عرف لغة الشر ورضعها، لذلك يبذلها لأعوانه.


اللهم املأ قلب ساكن الغرفة المغلقة غشاً وحقدا، لأن الغش لا يضر إلا صاحبه، والحقد يصبح كالكبريت الحارق في قلوب الحاقدين. اللهم اهده سبل الضلال، كما هديت فرعون وهامان وجنودهما.. يا رب احفظني مثل حدقة العين، وفي ظل جناحك استرني من أشرار يسدون طريقي، يغلقون قلوبهم عن الرحمة، وأفواههم تنطق بالكبرياء. يتبعونني الآن ونصب أعينهم إلقائي على الأرض. فقم يا رب في وجوههم واصرعهم، فما زلت أذكر مخازيهم ولطمهم خدودهم كالنسوان، أمام الحكام، ووشاياتهم الصغيرة بكل ما يعرفون.. اللهم إنهم يريدون ديناً على مقياس شهواتهم، وتقوى تملأ بطونهم بالحلويات، وإيماناً يملأ جيوبهم بالذهب، فاملأهم ذهباً، وارزقهم عنة لا تزول، واقبضهم إلى مستقر الجحيم، قبل أن يتمتعوا بما نهبوا من شعبك المسكين، لكي يصلوك وقد أحطت بهم، وقبضت على أعناقهم، فلا تفلتهم.


أحبك يا رب. الرب صخرتي وحصني ومنقذي، نجاني من عدو لدود، ومن مبغض استقوى عليّ بالمنافقين: هاجموني في يوم بليتي، فكان الرب سندي.. رحيم أنت يا رب مع الرحماء. مع الصالحين تكون صالحاً، ومع المحتالين تظهر حيلتك. كأرجل الوعول جعلت رجليً، فلم أعترف في التحقيق، ولم أخن المسؤولية. علمت ذراعيّ القتال، فقاتلت رجلاً. يمينك يا رب تساعدني، وعنايتك تزيدني قوة في وجه المصاعب. أنت الذي ثبت لساني بالقول الثابت، وأطلقت ألسنتهم بالوشايات والاعترافات على الآخرين. وأنت مع ذلك أظهرتني عبداً متواضعاً لجلالك، وأظهرت عززيل مستكبراً كعشبة قبل أن يدهمها السيل. بك أنال رضاك يوم الدينونة، وبخبثهم ينالون النار والكبريت وأثقال الحديد في الآخرة. فاسحقهم يا رب كالغبار، واطرحهم كالوحل في الطرقات.


يا رب، السماوات تنطق بمجدك، والعقل يخبر بعمل يديك. يد الله تطول أعداءه، فيجعل قلوبهم كتنور نار. النار تأكلهم أكلاً. عبثاً يطاولونني بسوء، لكنني في كنف الله أنام. كلما قاموا لأذيتي، رمى الله وجوههم الكالحة بسهامه المحملة بالشهب. إبليس، على عرشه فوق البحر، أقل شراً من ساكن الغرفة السوداء، وخادمه الصغير كصرصار يمشي بين الثقوب، ويقول الشر للأعوان من جنود عززيل. لكن عندما تشد يا رب قوسك الناري، وتقذفهم بسهام شهبك، تلتهب أرواحهم، وتصبح بطونهم كالمراجل تغلي بالريح والأصوات. الرب سندي وحماي. الرب يقود أعدائي إلى مصارعهم بسلاسل من نار. عظيم هو الرب. وحقراء هم الأرباب المتفرقون.


لأنه لا يفهم دروس الإله، لأنه اعتقد أن الناس لا ترى الشر في قلبه، لأن المحيطين به يشمتون بآلامه في مجالسهم الخاصة، سلط الله على ساكن الغرفة المظلمة سيف غضبه، فصار قلبه كالنار، وصارت قدماه كالهشيم، وصار ساعداه كرجلي عظاءة، وصار وجهه كعذرة جافة ألقاها طفل على الطريق قبل زمن. لأن الله نظر في قلبه فلم ير فيه إلا القيح والصديد، فكلما قدم عززيل خيراً، تحول إلى شر. حتى الطعام صار ساكن الغرفة السوداء لا يذوق له طعماً. وأنا كلما أكلت صحن الفول، مع فحل البصل، حمدت الله ربي، أما ساكن الغرفة السوداء فكلما أكل الكافيار وسمك اللوكس، قام متأففاً يشتم نفسه ووالديه وكل ما خلق الله. يحسدني عززيل على طبق الفول وفحل البصل، ولو استطاع لأخذهما من على مائدتي. أتعجب من موته اليومي الذي يموته، كلما رأى شيئاً جميلاً. الحمد لله على صحن الفول. الحمد لله على نعمة الرضا. الحمد لله على طهارة اليد. الحمد لله على الثبات في التحقيق. الحمد لله على السيرة الحسنة. الحمد لله على الهداية. الحمد لله على فعل الخيرات. الحمد لله على النجاة من قتل الناس. الحمد لله على حب الناس. الحمد لله على قوة اليقين. الحمد لله على أن جعل الموت والحياة بيده. الحمد لله الذي تكفل بالرزق. الحمد لله الذي يبتلي بالحسنات والسيئات، فلا ينجح إلا من رضي عنه الرب، ويسقط في شركه كل ختار كفور.


الحمد لله ربي. أيها المنافقون الثرثارون، توبوا إلى ربي، لأن ربكم ذاهب، وربي باق. ربي ساكن في السماء فوق العرش، وحوله الملائكة. وربكم يسكن في الغرفة السوداء، وحوله الشياطين. فإليّ إليّ أيها المنافقون، لأمسح رؤوسكم بالتوبة، ولأطلب من الله أن يغفر لكم ما فعلتموه. لا جرم أنني علمت أنكم في الآونة الأخيرة صرتم تشتمون الإله الكاذب سراً، لكن حجم ذنبكم في جنب الله يقتضي منكم الجهر بلعن الشيطان.


المسيح الدجال لديه جبل من الطعام، وكل الناس جائعون. المسيح الدجال له نار، وكل الناس تخشى من النار. المسيح الدجال له جنة، وكل الناس يرغب في الجنة. وحده الذي يكفر بالمسيح الدجال ينال الجنة الحقيقية، وينجو من النار الحقيقية. أما الذي يريد الطعام من جبل الدجال، فلا ينال إلا غضب الإله واحتقار الصالحين. فيا أيها المنافقون، لا تكونوا كالبغال بلا فهم: تكبحها بلُجُم ورُسُن فلا تضرب. يا أيها المنافقون، آن الأوان لرحيل الرب الكاذب، لهذا فأنتم ترون أحزان الشرير عظيمة. المتوكل على الرب تشمله الرحمة. رنموا للرب منذ الآن: هللويا، هللويا. هنيئاً لمن نُسيت معصيته، وسُترت له خطيئته. خطاياكم كثيرة، لأنكم ألحدتم بالإله، وآمنتم بالذي عرشه فوق ماء البحر. أيها الأغبياء، هذا إبليس اللعين لا الله. ألا ترون إلى عرشه المحفوف بالشياطين!. عرش الله محفوف بالرحمة والملائكة والأخيار الصالحين، يستغفرون للذين تابوا واتبعوا سبيل الرب. أما هؤلاء، حول عرش ساكن الغرفة السوداء، فهم "شَيَاطِين الإِنسِ وَالْجِنِّ، يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً، وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ، فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ، وَلِيَرْضَوْهُ، وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُون".


اهربوا إلى الله أيها الجبناء، لعله يرزقكم القليل من خبز الرحمة، بدلاً من كل هذا الدم العبيط الذي تأكلونه على موائدكم. أنا لن تستطيعوا أن تنالوني، لأنني محتمٍ بكنف الله. لكنني أنا أستطيع أن أنالكم، لأن ربكم أضعف من أن يحمي موقع قدميه. مكتوب بين عينيه "كافر" ألا ترونها!. ويحكم! ما الذي أعمى بصائركم!. أغرتكم الصلوات الكاذبة، أغركم القول المعسول!. إن كلام عززيل سم وكبريت مدهون بطبقة من العسل. فالحذر الحذر. ألا ترون كيف أساء الله أسماءكم، كما أساء وجوهكم!. ألا ترون كيف أعمى الله بصائركم عن هذه الأسماء المشينة والجالبة للعار، فلم تتنبهوا لها!. هكذا هو فعل الله حين يغضب على أتباع الشرير. كل جسم نبت من سحت، فالنار أولى به ـ هكذا قال نبي الحق ـ ولكنكم لا تسمعون. وإن سمعتم لا تفقهون. نفوسنا تنظر إلى الرب أن يأخذكم عنا. الحمد لله الذي أساء خاتمتكم كما أساء ماضيكم. طوبى لمن عرف طريق الرب فسلكه. وموتاً يموت من سلك دروب القتلة والأنبياء الكاذبين. طوبى لمن كان القرءان شفاءه، وسحقاً لمن صار القرءان عذابه.. اسمعوا قول الله، ثم اعرضوا أنفسكم عليه: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً* وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ، وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً* قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ، فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً" الإسراء82ـ 84


فصدق الله العظيم، وكذب القتلة والأنبياء المزيفون.


سلام على من كان الله نوره.


سلام على من كان الله وجهته.


سلام على من كان الله حبيبه.


سلام على من هداه الله لحب الناس.


سلام على من امتلأ قلبه بالصفح.


سلام على من أوفى بعهده.


سلام على المرسلين. 


والحمد لله رب العالمين.