كارهو الصحابة الرقيعون

 

ما هو الثمن الذي من الممكن أن ندفعه لقاء بعض المساعدات الزهيدة؟.

هذه مادة حرصت على عرضها بأخطائها اللغوية والإملائية، تطعن في الخلفاء الراشدين بلغة رقيعة، لتنتهي بادعاء الانتصار لمظلومية آل البيت، مما يدل على الجهة الممولة.

المادة لمخلوق يسمي نفسه أحمد ماهر، ويقول عن نفسه إنه مفكر إسلامي، مع أنه لو كان مفكراً حقاً لما حاكم الأمس بأدوات اليوم.

ما هو رأي المتابعين هنا في فلسطين ومصر؟ ما هو رأي المؤسسة الدينية في مصر؟

 نص المقال الذي نقله لنا ـ بفخر وامتنان ـ بعض نشطاء الفيس بوك:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏‎Ghalib Abushaban‎‏ مع ‏عبدالله أبو شرخ‏ و‏‏7‏ آخرين‏.

‏8 يونيو‏، الساعة ‏09:00 م‏ ·

هل كان الخلافاء راشدين فعلا ولا لسه مراهقين

الاجابه هتشوفها بين السطور فى هذا المقال

*******************************

الخلافة الراشدة:


مجموع زمن الخلافة الراشدة كان 29 سنة وخمسة أشهر

1ـ خلافة أبو بكر كانت سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام وتزوج أربعة اثنتان منهما قبل الإسلام واثنتان بعد الإسلام....وتوفي وهو يبلغ من العمر 63 سنة وبكتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي قيل بأنه مات مسموما...ولم يشارك احد في مراسم دفنه كما تم ذلك أيضا مع رسول الله.

2ـ خلافة عمر بن الخطاب كانت عشر أعوام وستة أشهر وعشرون يوما وتزوج عشرة نسوة...لكنه لم يحتفظ إلا بأربعة في الدفعة الواحدة. ومات مقتولا بالمسجد.

3ـ عثمان بن عفان حكم 11 سنة وإحدى عشر شهرا وتسعة عشر يوما وتزوج تسعة نسوة لكنه لم يحتفظ إلا بأربعة في الدفعة الواحدة...ومات مقتولا بعد حصار دام لمدة شهر ولم يغبثه أحد من الصحابة من الحصار ولا من القتل رغم وجود كل الصحابة بالمدينة المنورة حال الحصار.

4ـ علي بن ألي طالب حكم لمدة أربع سنوات وسبعة أشهر وتزوج تسع نساء...وهو لما أراد التزوج على فاطمة وكانت مريضة لكن رسول الله رفض وقال من آذى فاطمة فقد آذاني....ومات مقتولا.

والحقيقة بأن هناك سؤالا يبح على ذهني عن حديث [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي.....].....

فهل من المعقول أن يقول رسول الله هذا الحديث ولا تسأله الصحابة [من هم خلفاؤك الراشدين المهديين يا رسول الله] ثم تحدث المشاحنات في تعيين من يخلف الرسول لدرجة ان كل الخلفاء الراشدين ماتوا مقتولين.... ولدرجة أن يظل رسول الله ميتا بلا دفن في درجة حرارة عالية لمدة يومين حتى انتفخت بطنه.

حيث توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- يومَ الاثنين من شهر ربيع الأول، فقد ذكر الطبري في تاريخه ودفن ليلة الأربعاء:

(قال أبو جعفر أما اليوم الذي مات فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا خلاف بين أهل العلم بالأخبار فيه أنه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول).

- تُرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- مسجىً دون دفن أو تجهيز في بيته عند عائشة، قال الطبري:

- (وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر (يقصد خبر إنتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى) وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء، حتى دخل على رسول الله-صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة ورسول الله مسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة.....

قال صاحب اللسان: (لما مات، عليه السلام، سُجِّيَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ أَي غُطّيَ). إذن هو -صلى الله عليه وسلم- لم يكن قد فُرغ من تغسيله أو تجهيزه، بل قل لم يُباشر بعد بأي شيء من ذلك.

- قال ابن إسحق: (فلما بويع أبو بكر رضي الله عنه أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء).

أي أنهم تركوا أمر تجهيز الرسول ودفنه ليتفرغوا للخلاف والاختلاف حول الخلافة.

- ذكر الطبري:(قال أبو جعفر فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم كان ذلك من فعلهم يوم الثلاثاء وذلك الغد من وفاته -صلى الله عليه و سلم- وقال بعضهم إنما دفن بعد وفاته بثلاثة أيام).

- وذكر الطبري:( ودخل الناس على رسول الله يصلون عليه أرسالا حتى إذا فرغ الرجال أدخل النساء حتى إذا فرغ النساء أدخل الصبيان ثم أدخل العبيد ولم يؤم الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم أحد ثم دفن رسول الله صلى الله عليه و سلم من وسط الليل ليلة الأربعاء).

وقيل أنه انتفخت بطنه وتغير لون جلده وأظافره...... فما هو الأهم من دفن الميت؟.....أيكون اختيار خليفة رسول الله سببا لإهانة جسده الطاهر.... إن أي كلام يمكن قوله إنما سيكون نوعا من التبرير المرفوض...

وقد روى الإمام أحمد من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي يوم الإثنين، ودفن ليلة الاربعاء.

رابعاً: متى دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!

ذهب كثير من العلماء إلى أنه -صلى الله عليه وسلم - دفن ليلة الأربعاء قال الحافظ ابن كثير: والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه -عليه السلام- توفي يوم الإثنين ودفن ليلة الأربعاء

وأول تهديد بالقتل كان وجها ضد آل بيت رسول الله الذي أوصى بهم الله بالقرءان بالمودة..... وكان صاحب التهديد هو عمر بن الخطاب حيث هدد كل الهاشميين الموجودون ببيت فاطمة حيث توعدهم بأن يحرق عليهم البيت إن لم يخرجوا لمبايعة أبو بكر وكان ذلك بأوامر من أبو بكر الصديق أن يحرقهم إن تخلفوا عن المبايعة.

راجع تاريخ الطبري الجزء الثالث صفحة 98 وما قبلها....وراجع أيضا كتاب الخلافة الراشدة لمحمد سعيد العشماوي صفحة 99 وما بعدها.

وكل هذا كان بداية تفعيل قوله تعالى بالقرءان: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144.

وأخيرا أقول عذرا رسول الله ومليون ألف عذر وأسف...اللهم اغفر وتجاوز عما أنت به أعلم......

مستشار/أحمد عبده ماهر

محام بالنقض وباحث إسلامي

Ahmed Maher

*******************************

الرد:


وهذا هو ردي المنشور على حلقات في صفحاتي على الفيس بوك:

اللاتاريخاتية واللاعلمية في رص الكلمات:


ليس من العلمية بمكان، ولا من شيمة التفكير الإسلامي أبداً، أن تحاكم أناساً في زمن مضى، بأدوات زمن جديد.

إنه لمن سوء النية، وخبث الطوية، أن تعتب ـ مثلاً ـ على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه لم يكن مؤمناً بمبادئ الحزب الديموقراطي في واشنطن. ذلك أنه لم يكن حتى ذلك الوقت، حزب ديموقراطي نتعلم منه. أو يتعلم منه رجل الصحراء العظيم عمر بن الخطاب. إنك حين تفعل ذلك، تكون كمن يعتب على صلاح الدين الأيوبي، أن لم يقصف الصليبيين بالطائرات المقاتلة.

أحدهم ـ يشاركه أشباهه ـ ينشر منشوراً معنوناً بالعنوان الصادم: "هل كان الخلفاء راشدين فعلا ولا لسه مراهقين"!

أحدهم هذا يسمي نفسه "مفكراً إسلامياً"! ولعله يجوز له أن يصف نفسه بهذا، تشبهاً بملة أخرى تزعم الإسلام وتشتم الشيخين وتنتقص القرآن. يمكن الظن بأنه محتاج إلى المال. أما مشاركوه فينحدرون من منابت الشيح والقيصوم والمر والحنظل، فلا لوم عليهم أن تغلبهم منابتهم المريرة.

المريض وصيغة التمريض:


هذه هو العنوان الصادم الذي يختاره أحدهم، ويشاركه فيه أشباهه، بين يدي كيله ـ وكيلهم معه ـ الاتهامات لأصحاب رسول الله الكبار رضي الله عنهم. ويرتكز فيما يقول على بعض الروايات المروية بصيغة التمريض "قيل" لدى الطبري. وبذلك يستغل "المفكر الإسلامي" عدم معرفة القراء بمعنى صيغة التمريض لدى المحدثين ـ أو هو يجهلها أصلاً ـ ليوهمهم بأنه ينقل لهم ما اقتنع الطبري بصحته، فيما الأمر على العكس تماماً.

ولتعرفنهم في لحن القول:


ثم يستنتج الرافضي المسمى بأحدهم، ويستنتج مع مشاركوه الذي يشبهونه، بأن الصحابة: "تركوا الرسول مسجى في فراشه ميتاً، وانشغلوا عن تجهيزه باختيار خليفة". ثم يتساءل مستنكراً: "فما هو الأهم من دفن الميت؟ أيكون اختيار خليفة رسول الله سببا لإهانة جسده الطاهر؟ إن أي كلام يمكن قوله إنما سيكون نوعا من التبرير المرفوض".

وقبل أن يختم منشوره، يدركه لحن القول فيشي بما في قلبه للشيخين من ضغينة، متستراً بحب أهل البيت، إذ يقول: "وأول تهديد بالقتل كان موجها ضد آل بيت رسول الله الذي أوصى بهم الله بالقرءان بالمودة. وكان صاحب التهديد هو عمر بن الخطاب، حيث هدد كل الهاشميين الموجودون ببيت فاطمة، حيث توعدهم بأن يحرق عليهم البيت، إن لم يخرجوا لمبايعة أبو بكر. وكان ذلك بأوامر من أبو بكر الصديق، أن يحرقهم إن تخلفوا عن المبايعة".

والآن أقول:


1ـ إذا كان الصحابة قد انشغلوا باختيار الخليفة قبل دفن الرسول صلى الله عليه وسلم، فأين كان علي "الزاهد"؟ ولم لم يجهز ابن عمه ويدفنه؟ أم هو مشارك في نبذ الجسد النبوي لانشغاله بالمطالبة بحقه في وراثة الخلافة؟

2ـ وإذا كان أبو بكر وعمر قد هددا علياً والهاشميين بأن يحرقا البيت عليهم إن لم يبايعوا، فلم لم يحرقاه إذ تأخر علي ـ عليه السلام ـ عن البيعة ستة أشهر كاملة؟

3ـ ولم بايع علي، في نهاية الأمر، بعد وفاة فاطمة عليها السلام؟ فهل كان يحتمي بها من غضب عمر وأبي بكر؟

استدراك:


إن الرقعاء الذين يرفضون كل السنة النبوية، ويتخفون وراء راية كذوب ـ إذ يسمون أنفسهم بالقرآنيين ـ طالما أقاموا المحاضرات لمهاجمة تواتر القرآن، وإثبات أنه نزل بغير اللغة العربية، وقد شتمتهم ذات مرة وغادرت. وهاهم يعودون لينبشوا الروايات بحثا عن طعن جديد في الصحابة، مع أنهم يعلنون أن منهجهم منذ البداية رفض الروايات.

لعنهم الله يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. لعنهم الله ولعن من كتب وشارك وأعجب. أصحابة رسول تصفون بالمراهقين يا خولات؟ أأصبح بمقدور كل من يرتدي فيزون ويحمل دستان خرز ملون، أن يصف الصحابة بخلاف صفتهم في القرآن والتوراة والإنجيل؟ قاتلكم الله وأصم آذانكم، ألم تسمعوا القرآن يصفهم بغير ما وصفتموهم: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ الفتح/29

يقنياً ان هذه الآيات لا تعجبكم. اسمع وله انت وياه: أنتم كافرون مرتدون مكذبون بما أنزل على محمد. هذه فتواي.

خارئون متقاصرون:


المتشيع الصغير يصف كبار الصحابة بالمراهقين، ويصف نفسه بالمفكر الإسلامي، وبالتالي فلا يستطيع أن يتراجع، فيحذف منشوره خصوصاً مع البراطيل! أما هم ـ مشاركوه ـ فقد تضاءلوا منا، كما يتضاءل خارئٌ متقاصر يلوح له ظل يراه من بعيد. فأعرضوا عن وهدة الغائط، قبل أن يمسحوا بثلاثة أحجار ـ لقد مسحوا المنشور أخيراً، بعد أن آسفونا فانتقمنا منهم.

يقول متشيع المال، ويقول معه رجال نبتوا في بلاد العرعر والعليق والحنظل: "والحقيقة بأن هناك سؤالا يبح على ذهني عن حديث [عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي] فهل من المعقول أن يقول رسول الله هذا الحديث ولا تسأله الصحابة [من هم خلفاؤك الراشدين المهديين يا رسول الله] ثم تحدث المشاحنات في تعيين من يخلف الرسول لدرجة ان كل الخلفاء الراشدين ماتوا مقتولين. ولدرجة أن يظل رسول الله ميتا بلا دفن في درجة حرارة عالية لمدة يومين حتى انتفخت بطنه".

فأقول رداً:


هذه رواية مهزولة شاذة ضعيفة بَيِّنٌ كذبها، فور أن نتذكر "أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أأعمى الله بصر المفكر الإسلامي وتابعيه المتقاصرين أن يذكروا أن أجساد الأنبياء لا تبلى ولا تنتفخ؟

ووالله الذي لا إله غيره لو بقي جسد رسول الله سنوات لما انتفخ ولا أنتن ولا تحلل. لكنكم تكرهون رسول الله، وتعرضونه في صورة من يهرب ابن عمه ـ الذي تقولون إنه وصيه ـ من دفنه إلى الصراع على الحكم.

يريدون مديح آل البيت بثمن، فيسيئون لهم دون ثمن.

"هل كان الخلفاء راشدين فعلا ولا لسه مراهقين" هذا هو عنوان مادة كاره الصحابة وأصحابه من بنات وردان، الذين شاركوه رحلة الاحتفاء بالخراء السائل، المسمى مادة منشورة.

والحقيقة أن هذا الشيء ـ وتلك البنات من الجن الكافر التي شاركته منشوره ـ إنما هم مختلفون مع الله شخصياً: فالله يصف أبا بكر بأنه صاحب رسول الله في الغار. أما هؤلاء فيصفونه بالمراهق! يبدو أنهم يرون أن رسول الله لا يحسن اختيار صاحبه! كما يبدو أن ظنهم بالله بلغ من السوء، أن امتنع عن تحذير نبيه من صحبة (المراهقين)!.

تقول العظاءة ومعها عظاءات تشاركها منشورها؛ بأنه قد: "ذهب كثير من العلماء إلى أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ دُفن ليلة الأربعاء. قال الحافظ ابن كثير: والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه، من أنه ـ عليه السلام ـ توفي يوم الإثنين ودفن ليلة الأربعاء"

حسناً إذن، فهذا الشيء يعترف بأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تُوفي يوم الإثنين. أي أن ليلة الثلاثاء هي التي شهدت جسده مسجى قبل الدفن. ثم يقول ـ ذاهلاً عن وعي لا يمتلكه ـ بأنه صلى الله عليه وسلم؛ قد دُفن ليلة الأربعاء.

إنه هو ـ هذا الهلام الرجراج ذاته ـ من ينقل ذلك معجباً وراضياً ومروجاً. وإنهم هم ـ العظاءات وبنات آوى ـ الذين يشاركونه منشوره ورأيه وكراهيته للإسلام. ومقتضى ذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد دُفن في حدود 24 ساعة من وفاته.

فأين اليومين، وإنما هو يوم أو بعض يوم؟ وكيف ينتفخ في زمن بسيط جسد نبي حرم الله أن تأكله الأرض؟

ثم إننا لم نسمع عليا ولا العباس ـ ولا أحداً آخر من بني هاشم ـ يستنكر ما جرى! فهل يرى شخص يكتب بأظلاف حوافره، أنهم إنما كانوا مشاركين في التلهي بـ(مؤامرة الحكم) أم كانوا راضين بما حدث ولا ينكرونه، ويدعون ذلك لسلالات من إنتاج الذين هدم عمر إيوانهم وإمبراطوريتهم.

كلاب أهل النار من مرتدي أمة الإسلام:


يقول الرافضي الصغير ـ وتقول معه كلاب أهل النار، إذ تشاركه الإعجاب ـ ما يلي: "وأول تهديد بالقتل كان موجها ضد آل بيت رسول الله، الذي أوصى بهم الله بالقرآن بالمودة. وكان صاحب التهديد هو عمر بن الخطاب... وكل هذا كان بداية تفعيل قوله تعالى بالقرآن: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (آل عمران/144)".

ولقد سبق أن تطرقنا إلى الرد على زعم الرافضي الصغير بأن الشيخين ـ رضي الله عنهما ـ قد هددا علياً عليه السلام بالقتل. لكننا الآن في معرض الرد على استنتاجه، الذي تعجب به كلاب أقذر منه وأشد نجاسة، من أن هذا التهديد (المزعوم) هو بداية ارتداد الشيخين والخلفاء الراشدين (المراهقين) عن دين الله، باعتبار أن موت الرسول يستدعي ردتهم جميعاً.

هكذا يستنتج هذا الذي يطمع أن نتعايش مع افتراءاته، كما نتعايش مع فطر بين أصابع أقدامنا. إنه ينقلب على سبب نزول الآية، ليفسرها بعموم منقطع عن كل سياق، رغم أنه من المجمع عليه بين الأصوليين أن سبب النزول قطعي في التفسير والبيان والدلالة، بخلاف ما لا سبب نزول واضح له. ولكن كيف لا يرى نفسه مجتهداً يخرق الإجماع، دعي جهول يهرف بما لا يعرف، ثم ينال من كافرين يزعمون الإسلام دولارت!

سبب نزول الآية:


﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (آل عمران/144)".

نزلت بعيد معركة أحد، حين صرخ الشيطان: مات محمد، فيئس بعض الصحابة من القتال، وأوشكوا أن يضعوا أسلحتهم، لولا أن ذكر بعضهم بعضاً، بضرورة الموت على ما مات عليه رسولهم، فعادوا إلى القتال وعاد نصر الله إلى التنزل.

وروى البخاري في صحيحه، عن أمنا عائشة رضي الله عنها، في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يلي: "أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ، حَتَّى نَزَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ. ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ: أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا. فخرج... فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّداً فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾ (آل عمران/144) وَاللَّهِ لَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ فَمَا يُسْمَعُ بَشَرٌ إِلَّا يَتْلُوهَا".

أهؤلاء هم من ارتدوا؟ أيصفهم الله وصفاً أزلياً في كتبه المقدسة بالحسنى، وتصفهم بالسوأى؟


1ـ انظر إلى وصفهم في التوراة:


﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ﴾ (الفتح/29).


2ـ وانظر إلى وصفهم في الإنجيل:


﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ﴾ (الفتح/29).


3ـ وانظر إلى من يحبهم من زارعي المعروف:


﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح/29).


4ـ وانظر إلى من يبغضهم:


﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (الفتح/29).


لذلك استنتج الإمام مالك ـ بحق ـ أن من اغتاظ من أصحاب الرسول، فقد كان الله هو من أغاظه منهم، لأنه علم ما بقلبه من سوء وكفر.


اللهم إنا نبرأ إليك من كل حول وطول سوى حولك وطولك. ونعوذ بك ان يدفعنا جهد البلاء ـ أو الطمع ـ إلى أن نبيع ديننا.