صورة إلى خادم الحرمين

 

تلكم هي قوانين تنفيذ (مكرمة خادم الحرمين) لأهالي الشهداء الفلسطينيين:

1ـ خادم الحرمين ـ مشكوراً ـ يوجه أوامره للجهات السعودية المختصة، بإكرام ذوي الشهداء، وتقديم أرقى الخدمات لهم، بدرجة سوبر دي لوكس، أو سبع نجوم، منذ أن يخرجوا من بيوتهم، إلى أن يطأوا بأقدامهم أرض الطائرة السعودية، في مطار القاهرة، صعوداً نحو جدة، ثم مغادرتهم الطائرة إلى مكة، طوال موسم الحج والمناسك وزيارة المدينة، ثم العودة.

2ـ الأمر الملكي ملكي وسوبر دي لوكس أي بمستوى 7 نجوم، في كل وقت ومرحلة. والميزانيات متوفرة ومصروفة للوفاء بما يليق بمكرمة خادم الحرمين، جزاه الله خيراً.

3ـ تقوم الجهة التي صدر إليها الأمر، بالتعاقد في سبيل تطبيق الأمر الملكي مع عدة شركات مقاولات، لتقديم الخدمة التي وكلت بها.

4ـ تتفاوت الخدمات التي تقدمها الشركات المتعهدة، بتنفيذ الأمر الملكي، ما بين 7 نجوم و3 نجوم، وما بينهما. مع أن الجهة الحكومية التي وُكل إليها تنفيذ الأمر الملكي، ترى هذا التفاوت ولا تحرك ساكناً.

5ـ عند الوصول يكون الاستقبال بالورود والأناشيد والبساط الأحمر والابتسامات. ثم يصعد المكرمون إلى غرف الفندق، الذي يتبين فيما بعد أنه مجرد 3 نجوم. لكن ذوي الشهداء قانعون راضون لا يعلمون أن ثمة 4 نجوم قد تمت سرقتها في الطريق.

6ـ ترى ذلك الجهات الحكومية المنفذة وتصمت، ويرى ذلك إداريو البعثة الفلسطينيون ـ الذين يتكررون كل عام ـ ويعجبهم، لحاجة ما لا يعلمها يعقوب عليه السلام.

7ـ يلاحظ منذ البداية أن خدمة الـ3 نجوم في الفندق، لا تقتضي أن تتغير البياضات في الغرف يومياً، ولا أن تكون الأصناف من الطعام كلها متوفرة، إلا بدرجة 3 نجوم، مما يقتضي أن تقدم أصناف محدودة من الفواكه، ينال بعضها السابق ويُحرم منها اللاحق، لأنها لم تكن كافية لخدمة 7 نجوم. وكثيراً ما لا يتم توفير ورق التواليت في الغرف، والمناديل الورقية في قاعة الطعام، حتى لو طلب المكرمون من ذوي الشهداء ذلك، مع أنهم تعودوا ألا يطلبوا، لأنهم يرون بعين القناعة كل ذلك كافياً، جاهلين أنهم في ضيافة الملك.

8ـ يلاحظ ذلك إدرايو البعثة من غزة والضفة، فيصمتون وقد أعجبهم أداء 3 نجوم، يحل محل 7 نجوم.

9ـ النقص الذي يصيب في بعض الأحيان بعض الأصناف من الطعام، يدفع إداريي البعثة الفلسطينيين ووعاظها، إلى إلقاء اللوم على جوع ولهفة وعدم قناعة أهالي الشهداء، فتصور بعثتنا أهالي الشهداء بصورة غير لائقة، لتغطي على ضعف الأداء لدى فندق 3 نجوم، يحل محل فندق 7 نجوم اقتضاه الأمر الأصيل لخادم الحرمين.

10ـ يضطر أهالي الشهداء إلى خدمة أنفسهم بأنفسهم، ليغطوا عجز فندق 3 نجوم عن أداء خدمة 7 نجوم، وتفاديا لاعتبار مسؤوليهم لهم جوعى متخلفين متوحشين. فلئن كانت خدمة الغرف في فنادق 7 نجوم كاملة، فهي في فندق 3 نجوم منقوصة، نقصا ما كان له أن يكون معيباً، لولا أنه ضيافة الملك.

11ـ أما عند الانتقال إلى منى، فتكون الفضيحة صارخة مدوية، يتعهد إداريو البعثة بكتم صوتها

12ـ الخدمة في منى تساوي صفر نجوم، مع أن الأمر الملكي يقتضي أن تكون 7 نجوم.

13ـ حيث النقص في الطعام والفواكه يدفع الطاهي من الدرجة الثالثة، إلى إغلاق باب (ما يقال له بوفيه مفتوح) في وجوه ذوي الشهداء المكرمين ملكياً، فيدخلهم طباخ من الدرجة الثالثة الباب خمسات خمسات، ليصطفوا في طابور ذليل، يتحكم في التوزيع فيه، خدم من الدرجة الرابعة، يضعون لهم في الطباق، ما يرونه مناسباً.

14ـ بإمكانك ان ترى الأوائل يأكلون الفواكه، ثم ترى الأواخر ولا فواكه لديهم. ثم يتم توجيه الاتهام بالجشع للأوائل، والادعاء بأنهم سرقوا حصة الأواخر بجشعهم، مع أن الأمر الملكي يقتضي في الأصل أن تكون الكميات كبيرة، بما يكفي لزيادتها أضعافاً مضاعفة. فالمعروف أن موائد الملوك لا تنفد. لكنها كانت في منى تنفد ـ دون أن يعلم خادم الحرمين الذي أنفق عليها ثروة لم تصل ـ وكان الوعاظ الفلسطينيون (الذين يحضرون كل عام) يلقون باللائمة في ذلك على ذوي الشهداء (المفجوعين المتوحشين الذين لا يقنعون).

15ـ الطريف في كل ذلك ان الإدارة الفلسطينية التي تحج كل عام ترى ذلك وتبرره باتهام ذوي الشهداء بأنهم شعب متوحش.

16ـ والأطرف من ذلك أن البعض يرى ذلك مكرمة الملك. وما كان لمكرمة الملك أن تقضي بأن يصطف المكرمون على طعام الملك في طابور.

وأخيراً،

سيدي خادم الحرمين، هكذا يفعلون بمكرمتك. وما دفعني إلى كتابة هذا إلا لأني أعلم أن الخدمة التي تليق بك هي الخدمة التي قدمها فندق (موفنبيك المدينة المنورة). فقد كانت 7 نجوم حقاً. وتلك هي التي نبهت ذوي الشهداء إلى أنهم كانوا يتعرضون للخداع في مكة والمشاعر.

شكرا لخادم الحرمين وللشعب السعودي. وتلك سطور اقتضتها طبيعتي في محاربة الفساد.