• سياسة
  • 1540 قراءة
  • 03:21 - 21 يوليو, 2019

السودان والمشهد السياسي

 

المرحلة القادمة في السودان ستشهد الشد والجذب:

1ـ فالقوى المدنية التي لم تشارك في مجلس الحكم، ستجد قوى دولية تغريها بمواصلة الرفض، وتشجعها على تحدي المجلس والاتفاقات.

2ـ أما القوى المدنية التي شاركت في المجلس، فسترى أنها حققت إنجازاً للشعب، وستخشى من انتقاد تغول العسكريين البطيء الصامت على دورها في المجلس، الذي يفترض أنها شريكة فيه. وبذا تتحول إلى شاهد زور، على فشل الحراك، إذ تضيع الأمانة التي قلدها لها الشعب، ولو بحسن نية.

3ـ أما العسكريون فثلاثة أقسام، أو احتمال أن يكونوا كذلك:

3/أ: عسكريون وطنيون حقاً، راغبون في التغيير حقاً، يثقون بالمدنيين المشاركين معهم في المجلس، فهم يواصلون تنفيذ نصيبهم من الخطة بأمانة، على طريق تسليم السلطة للمدنيين.

3/ب: عسكريون وطنيون حقاً، راغبون في التغيير حقاً، لكنهم لا يثقون بالقوى المدنية المشاركة معهم في المجلس، وربما يرصدون اتصالات بعضهم بالخارج، ومن هنا فهم يخشون من الخيانة، ويرون أن أفضل طريقة لمنعها مواصلة التمسك بالسلطة، فيما يرونه ضرروة المحافظة على الوطن.

3/ج: عسكريون حقاً، لكنهم مجموعة مغامرين انقلابيين لاوطنيين، مجرد يرغبون في نوال نصيبهم من المال العام، الذي توقف البشير عن دفعه لهم، فانقلبوا عليه.

كل هذا تراقبه القوى الخارجية بصمت، وتفكر في الأطراف التي عليها أن تكون بيادقها. وبعضها موجود فيمن يصفون أنفسهم بالقوى المدنية، التي لا تثق ولا تشارك في المجلس السيادي، وتتربص الفرص للإيقاع به، لا في سبيل الوطن، كما يزعمون.

والسودان يخسر.

فليت القوى المدنية كلها تتوحد، ليضبط بعضها إيقاع بعض، وتشكل من بينها لجان مراقبة للشفافية، تمنع تسلل التأثير الخارجي.

أتدرون لم يحدث هذا؟

لأننا نحاول أن نتحول ديموقراطياً، دون شروط التحول الموضوعية

دون بنية تحتية اقتصادية قوية مسلحة، تشكل طبقة ممن تقتضي مصالحهم التغيير

الآن الباحثون عن نصيبهم من النهب يحدقون بعيونهم في كل الاتجاهات، يبحثون عمن يقدمون له الخدمات.

والسودان يخسر.

مصر كان سيصير بها هذا

فهل معنى ذلك أنني أشجع الديكتاتورية العسكرية؟

بالطبع لا

ولكني أخاف من كثرة الجواسيس من أصحاب الابتسامات الدبقة، والشعارات المستوردة، والياقات البيضاء.

تباً لكم

ألا ترونهم حولكم هنا في كل مكان بين السرة والعانة؟