• سياسة
  • 657 قراءة
  • 04:34 - 01 مايو, 2021

الانتخابات المؤجلة ورمزية الصراع على الصندوق في القدس


في اليومين السابقين شنت قوى المعارضة حملة كراهية منظمة، حاز على قصب السبق فيها، الأقدرُ على التنازل عن الثوابت.

أما الألفاظ النابية فليست مدار نقاش. وأما الدعاوى فهي مدار النقاش.

ربما ترفعت بالأمس عن دحض أكبر هذه الدعاوى زيفاً، رغبة مني في عدم الانزلاق إلى نقاش لا جدوى من ورائه، إذ يبدو أن كل حزب بما لديهم فرحون. ولا يمكن إقناع الفرحين؛ خصوصاً إذا قيل لهم إنهم سيرتفعون من مستوى رجل الشارع إلى نائب في التشريعي.

نعم، يوجد فرحون فرحاً زائفاً لأنهم سيكونون ما لن يكونوا.

وبما أنني كنت قد أعلنت بالأمس، أنني سأكتب هذا المنشور، للرد على زعم من زعم بأنه كان على الرئيس أن يعلن خوض الانتخابات في القدس بقوة المواجهات، حتى يتبين للعالم أننا أجرينا انتخاباتنا في القدس رغم أنف الصهاينة.

الآن أرد على الكبار الذين لقنوا الصغار هذه الدعوى ـ أما الصغار أنفسهم فلا يسمعون ـ فأقول:

إن المعركة في القدس إنما تدور حول اعتبار البلدة المقدسة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي المحتلة عام 1967، التي قامت كل المفاوضات حول السيادة عليها:

فنحن ـ الذين وقعنا اتفاق المبادئ في أوسلو ـ نعتبرها أرضاً محتلة تعود السيادة عليها إلينا، نحن منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتنا الممثل الشرعي المعترف به ـ فلسطينياً وعربياً ودولياً ـ كياناً حاضراً متحققاً له كيانٌ سياسي ناجز، يمثل ـ وحده ـ الفلسطينيين.

وهم ـ الدولة اليهودية التي وقعت معنا على ذات الاتفاق ـ يعتبرونها لهم بشقيها. لكنهم وقعوا معنا ـ وشهد العالم على ذلك ـ بأنها أرض مُتنازعٌ عليها.

والمجتمع الدولي شهد على هذا، ومهره بتوقيعه، ورعاه.

فلما أن اختلف موقف أمريكا، وأعلنت ـ هي ودول الخليج ـ اعترافها بالقدس عاصمة إسرائيل، فأخرجتها من دائرة الصراع التفاوضي، وثبت باقي العالم ـ باستثناء مشيخات الخليج ـ على هذا الموقف، تواصل الصراع الفلسطيني الصهيوني على تثبيت اعتبار القدس جزءاً من الضفة الغربية وقطاع غزة، الأراضي التي يدور حولها النقاش في أي مفاوضات.

فتحصّل من ذلك الآن، أن العالم كله ـ باستثناء أمريكا ومشيخات الخليج ـ يعتبر أن لنا حقاً غير ناجز في القدس، باعتبار الصراع لم يتم حسمه حول مكانتها التفاوضية.

في الانتخابات السابقة اعترفت إسرائيل بأن القدس محل صراع، حين قبلت بوضع صناديق الاقتراع فيها.

الآن إذا وضعنا الصناديق في القدس، وحدث الصراع، فلن يغير من حقيقة الواقع شيئاً، حتى لو حدث الاقتراع وسط الكر والفر والحجارة وقنابل الغاز.

سيكون اقتراعاً حدث بهدف الاقتراع، ولن يعتبر العالم أننا انتصرنا في انتزاع حقنا في السيادة على القدس، واعتراف إسرائيل بذلك، كما اعترفت في الانتخابات السابقة.

فإذن سيكون اقتراعاً لا قيمة له سوى إحصاء أصوات أهل القدس.

وإحصاء أصوات أهل القدس يمكنه أن يتم بغير ذلك، من اقتراحات مشيخات الخليج.

إن وضع الصندوق في القدس برضىً إسرائيليٍّ هو الهدف.

وقد حدث هذا قبل ذلك.

فماذا تريدون لنا أن نرجع خطوة أخرى إلى الوراء؟

أمن أجل منصب، أم من أجل مشيخات الخليج؟

صباح الخيرات لمن يفقهون,

صباح الخير للفلسطينيين