• سياسة
  • 642 قراءة
  • 12:25 - 01 يوليو, 2021

التحليل السياسي:

 

سلام فياض وزيارة معبر رفح

 

غزة. الأول من يوليو 2021

 

كثرت تساؤلات النشطاء في محاولة معرفة المخبوء، وراء زيارة سلام فياض لمعبر رفح، قبل يومين: دواعيها وآثارها وماذا تقول.

والحقّ أن سلام فياض لم يتغيب عن غزة لحظة من زمن، حتى عندما كان رئيس وزراء فلسطين، بُعيد انقلاب عام 2006، فله فيها بنك القدس، والقليل من مجموعات الإنتلجنسيا السياسية المتطلعة إلى الفرص الممكنة.

أما حكام غزة، فلا يرون في سلام فياض خطراً على مشروعهم. والسلطة في رام الله تراه من بيادقها المميزة: فلا رام الله تعارض زيارته للمعبر، ولا حكام غزة يخافون منها. بل ربما يفكرون في استثمارها، كما تهيأ لهم أنهم استثمروا محمد دحلان.

يبقى السؤال: فمن هو الذي يطلب من سلام فياض زيارة المعبر؟ أظن ذلك بقية أثر من بقايا مفاوضات المصالحة التي ماتت، أو دفعاً من الغرب لاستكشاف ممكنات المستقبل. وجس نبض لحكام غزة.

أما حكام غزة فيطمعون أن يكاثروا السلطة أمام العالم، بأنصار من الفصائل والشخصيات، التي كانت يوماً داعمة للسلطة، لكي يستطيعوا التلويح بهم بيادق في لعبة تغيير منظمة التحرير التي يرونها تقترب، ومن هنا فلا بأس بسلام فياض، كما قيل بأن لا بأس بغيره، ما دام ليس من أنصار الرئيس.

من كل ذلك يتضح لنا أن عين حكام غزة على العالم، وعين سلطة رام الله على العالم، وكلا الفريقين لا يثق بشعبه، ولا يحاول استثمار قدراته. 

حكام غزة يكاثرون منظمة التحرير أمام العالم، بأنصار كانوا مؤيدين لها، فصاروا مؤيدين للمشروع الجديد، الذي يعرض نفسه على الغرب بديلاً يمكنه أن يدفع الثمن.

أما حكام رام الله فيرون أنهم قدموا ما يستطيعون، ولا قدرة لهم على تقديم تنازلات فائضة. مما يفتح ثغرة في الجدار ينفذ منه حكام غزة ليقولوا للغرب: نحن نستطيع.

الغرب يعرف أن حكام غزة لا يستطيعون، لكن من المشوق له والمفيد أن يعيد ابتداء اللعبة من جديد: يفاوضون حكام غزة لدعمهم لنسف حكام رام الله، ويعدهم حكام غزة بالنظر في المشروع الجديد بأعين جديدة. ولا بأس بمزيد من الوقت مع لاعب جديد. والوقت ليس لصالح الفلسطينيين.

هذا ما يفكر فيه حكام غزة. أما حكام رام الله فشديدو الغباء والثقة الفارغة، يدعون كل شيء يمر، ويزيدون في تكثير الخصوم، بل يدفعون الناس إلى مخاصمتهم، واثقين من أن العالم يدعمهم. والحقيقة أن العالم الآن يبدو أنه متلهف لنفض  يديه منهم.

والخلاصة أن سلام فياض لا علاقة له، أو لا وزن له، في هذا الصراع، وهو مجرد بيدق يصلح لاستخدام إحدى القوتين له.

في المرحلة الحالية لن يتعامل سلام فياض مع حكام غزة. بمعنى لن يتوافق معهم ضد رام الله. لكن حكام غزة متمهلون صابرون ينتظرون المزيد من غباء رام الله. وحتى يحين الوقت ينتظر سلام فياض وحكام غزة. لكن حين يحدث المطلوب، فلن يكون سلام فياض ذا فائدة لأيّ من الطرفين. بل حتى محمد دحلان لن يعود له لزوم عند حكام غزة.